اتفقت روسنفت أكبر شركة نفط روسية على السيطرة على خط أنابيب النفط الرئيسي في كردستان العراق لتعزز استثمارها في الإقليم إلى 3.5 مليار دولار رغم تحرك بغداد العسكري الذي أطلق شرارته تصويت الأكراد في استفتاء على الاستقلال.
ويتزامن استثمار روسنفت مع أزمة في علاقة كردستان مع الحكومة المركزية في بغداد منذ أن أجرى الإقليم استفتاء على الانفصال الشهر الماضي مما أثار غضب الجارتين إيران وتركيا.
وقالت روسنفت إنها ستملك 60% من خط الأنابيب في حين ستحتفظ مجموعة كيه.ايه.آر المشغل الحالي لخط الأنابيب بـ 40%.
وقالت مصادر مطلعة على الصفقة لرويترز إن من المتوقع أن يبلغ إجمالي استثمارات روسنفت في المشروع حوالي 1.8 مليار دولار.
يضاف ذلك إلى 1.2 مليار دولار أقرضتهم الشركة الروسية إلى حكومة إقليم كردستان في وقت سابق من العام الحالي للمساعدة في سد عجز في موازنتها.
واتفقت روسنفت، التي تواجه صعوبات في الاقتراض من الغرب بسبب العقوبات الأمريكية، بالفعل على استثمار 400 مليون دولار في استكشاف خمس رقع نفطية.
وقال وزير المواد الطبيعية في إقليم كردستان آشتي هورامي “أناشدكم ألا تنسوا كردستان” وذلك خلال مؤتمر لقطاع النفط في فيرونا بإيطاليا في 19 أكتوبر قبل ساعات من توقيع اتفاق خط الأنابيب مع رئيس روسنفت إيجور سيتشن.
وتواجه صادرات النفط من إقليم كردستان أسوأ تعطل في أشهر وتتدفق بنحو ثلث طاقتها بما بهدد المدفوعات إلى روسنفت ودائنين آخرين كبار من بينهم شركات تجارة كبيرة مثل جلينكور وفيتول.
واقترضت حكومة كردستان نحو أربعة مليارات دولار من روسنفت وشركات تجارة النفط وتركيا بضمان مبيعات نفطية في المستقبل.
ومع انخفاض الصادرات لنحو 200 ألف برميل يوميا هذا الأسبوع من الكميات المعتادة البالغة 600 ألف برميل يوميا يعتري القلق شركات التجارة بشأن مليارات الدولارات التي على المحك.
وقال الرئيس التنفيذي لجلينكور إيفان جلاسنبرج “نراقب الموقف إذ قد يكون هناك تأخير في المدفوعات”.
وتعطلت الصادرات بعد أن انتزع الجيش العراقي السيطرة على منطقة كركوك الغنية بالنفط من قوات البشمركة الكردية هذا الأسبوع مما تسبب في تعطل الإنتاج من حقول بالمنطقة.
وكانت بغداد هددت أيضا بإعادة توجيه جزء كبير من إمدادات النفط صوب خط أنابيب قديم متوقف عن العمل منذ عدة سنوات بعد أن شيد إقليم كردستان بنيته التحتية الخاصة به لنقل الخام إلى ميناء جيهان التركي على البحر المتوسط.
وطلبت بغداد من شركة بي.بي النفطية العملاقة العودة إلى كركوك والمساعدة في إنعاش الإنتاج هناك بما يشير إلى أنها عازمة على حرمان أربيل من جزء كبير من إيرادات النفط.
كما فرضت بغداد أيضا حظرا جويا على أربيل وقطعت الصلات المصرفية معها بمساعدة تركيا وإيران.
وستستثمر روسنفت في توسعة خط أنابيب أربيل المستقل، الذي استهدفته تهديدات بغداد، على أمل زيادة سعته بمقدار الثلث إلى 950 ألف برميل يوميا، يعادل ذلك نحو 1% من إجمالي المعروض العالمي.